فصل: أحاديث وضع اليمين على الشمال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 - أحاديث وضع اليمين على الشمال

أخرج البخاري في ‏"‏صحيحه ‏[‏ص 104‏]‏‏"‏ عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال‏:‏ كان الناس يأمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة، قال أبو حاتم‏:‏ لا أعلمه إلا يُنمى ذلك إلى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏.‏

- حديث آخر، أخرجه مسلم في ‏"‏صحيحه ‏[‏ص 173‏]‏‏"‏ عن وائل بن حجر أنه رأى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر وصفَّهما حيال أذنيه، ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، مختصر‏.‏

- حديث آخر، أخرجه أبو داود ‏[‏في ‏"‏باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة‏"‏ ص 117، والنسائي في ‏"‏الإمام‏"‏ إذا رأى الرجل قد وضع شماله على يمينه‏:‏ ص 141، وابن ماجه في ‏"‏باب وضع اليمين على الشمال في الصلاة‏"‏ ص 59، والدارقطني‏:‏ ص 107‏]‏ والنسائي‏.‏ وابن ماجه من حديث الحجاج بن أبي زينب سمعت أبا عثمان يحدث عن ابن مسعود عبد اللّه بن مسعود أنه كان يصلي فوضع يده اليسرى على اليمنى ‏[‏رواه جابر أيضًا بإسناد الصحيح، عند أحمد‏.‏ والطبراني قاله في ‏"‏الزوائد‏"‏ ص 104، قلت‏:‏ حديثه عند الدارقطني أيضًا‏:‏ ص 107، لكن فيه الحجاج بن أبي زينب أيضًا‏.‏‏]‏ فرآه النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فوضع يده اليمنى على اليسرى، انتهى‏.‏ وفي إسناده حجاج بن أبي زينب فيه لين، قال ابن المديني‏:‏ ضعيف، وقال النسائي‏:‏ ليس بالقوي، وقال ابن معين‏:‏ ليس به بأس، وقال ابن عدي‏:‏ أرجو أنه لا بأس به، وقال النووي في ‏"‏الخلاصة ‏[‏وفي ‏"‏شرح المهذب ص 313 - ج 3‏.‏‏]‏‏"‏‏:‏ إسناده صحيح على شرط مسلم‏.‏

- حديث آخر، أخرجه الدارقطني ‏[‏في ‏"‏باب أخذ الشمال باليمين في الصلاة‏"‏ ص 106، وقال الهيثمي في ‏"‏الزوائد‏"‏ ص 105 - ج 2‏:‏ رواه الطبراني في ‏"‏الكبير‏"‏ ورجاله رجال الصحيح، اهـ‏.‏ قلت‏:‏ لعل عنده طريقًا آخر‏.‏‏]‏ عن طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال‏:‏ ‏"‏إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نمسك بأيماننا على شمائلنا في الصلاة‏"‏، انتهى‏.‏ وطلحة هذا، قال فيه أحمد‏:‏ متروك الحديث، وقال ابن معين‏:‏ ضعيف ليس بشيء، وتكلم فيه البخاري‏.‏ وأبو داود‏.‏ والنسائي‏.‏ وأبو حاتم‏.‏ وأبو زرعة‏.‏ وابن حبان‏.‏ والدارقطني‏.‏ وابن عدي‏.‏

- حديث آخر، أخرجه الدارقطني أيضًا عن النضر بن إسماعيل عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا نحو حديث ابن عباس، والنضر بن إسماعيل، قال فيه ابن معين‏:‏ ليس بشيء، وقال النسائي‏.‏ وأبو زرعة‏:‏ ليس بالقوي، وابن أبي ليلى أيضًا ضعيف‏.‏

- حديث آخر، أخرجه الترمذي‏.‏ وابن ماجه ‏[‏في ‏"‏باب وضع اليمين على الشمال‏"‏ ص 34، وابن ماجه‏:‏ ص 59، والدارقطني‏:‏ ص 107‏.‏‏]‏ عن سماك بن حرب عن قبيصة بن هلب عن أبيه، قال‏:‏ كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يؤمنا فيأخذ شماله بيمينه، انتهى‏.‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن، انتهى‏.‏

- الحديث السابع‏:‏ روي عن علي رضي اللّه عنه أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان

- يجمع في أول صلاته بين قوله ‏:‏ سبحانك اللّهم، وبحمدك، إلى آخره، وقوله ‏:‏ ‏{‏وجهت وجهي‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 79‏]‏‏.‏، إلى أخره‏.‏

قلت‏:‏ غريب من حديث علي، وقد روي من حديث ابن عمر‏.‏ ومن حديث جابر‏.‏

- أما حديث ابن عمر، فأخرج الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عبد الوهاب بن فليح المكي ثنا المعافى بن عمران عن عبد اللّه بن عامر الأسلمي عن محمد بن المنكدر عن عبد اللّه بن عمر، قال‏:‏ كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إذا افتتح الصلاة قال‏:‏ ‏{‏وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 79 ‏]‏‏.‏، سبحانك اللّهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك ‏{‏إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏162‏]‏‏.‏، انتهى‏.‏ والحديث معلول بعبد اللّه بن عامر ‏[‏قال في ‏"‏الزوائد‏"‏ ص 107 - ج 2‏:‏ أخرجه الطبراني في ‏"‏الكبير‏"‏ وفيه عبد اللّه بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف‏.‏‏]‏، نقل شيخنا الذهبي في ‏"‏ميزانه‏"‏ تضعيفه عن جماعة كثيرة، وقال ابن حبان في ‏"‏كتاب الضعفاء‏"‏‏:‏ كان يقلب الأسانيد والمتون، ويرفع المراسيل والموقوفات، ثم أسند عن ابن معين أنه قال فيه‏:‏ ليس بشيء، انتهى‏.‏

- وأما حديث جابر، فرواه البيهقي ‏[‏في ‏"‏باب من روى الجمع بينهما‏"‏ ص 33 - ج 2‏.‏‏]‏، أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا ابن ناجية ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا عبد السلام بن محمد الحمصي ثنا بشر بن شعيب ابن أبي حمزة أن أباه حدثه أن محمد بن المنكدر أخبره أن جابر بن عبد اللّه أخبره أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان إذا استفتح الصلاة، قال‏:‏ سبحانك اللّهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وجهت وجهي، إلى آخرها، قال البيهقي في ‏"‏المعرفة‏"‏‏:‏ وقد روى في الجمع بينهما عن محمد بن المنكدر، مرة عن ابن عمر، ومرة عن جابر، وليس بالقوي، انتهى‏.‏ ووجدت في ‏"‏كتاب العلل - لابن أبي حاتم ‏[‏ص 147‏]‏‏"‏ قال‏:‏ سأل أحمد بن سلمة أبيًا عن حديث رواه إسحاق بن راهويه في أول ‏"‏كتاب الجامع‏"‏ عن الليث بن سعد عن سعيد بن يزيد عن الأعرج عن عبيد اللّه بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أنه كان يجمع في أول صلاته بين‏:‏ سبحانك اللّهم وبحمدك، وبين وجهت وجهي، إلى آخرهما، قال إسحاق‏:‏ والجمع بينهما أحب إليِّ، فقال أبيّ‏:‏ هذا حديث باطل موضوع لا أصل له، أرى أن هذا من رواية خالد بن القاسم المدائني، وقد كان خرج إلى مصر، فسمع من الليث، فرجع إلى المدائن، فسمع منه الناس، وكان يوصل المراسيل، ويضع لها أسانيد، فخرح رجل من أهل الحديث إلى مصر فكتب كتب الليث هناك، ثم قدم بها بغداد، فعارضوا بتلك الاحاديث، فبان لهم أن أحاديث خالد مفتعلة، انتهى كلامه‏.‏ وقد روى مسلم حديث علي منفردًا بقوله‏:‏ وجهت وجهي فقط، أخرجه في ‏"‏التهجد ‏[‏في ‏"‏باب صلاة النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ودعائه بالليل‏"‏ ص 263 - ج 1‏]‏‏"‏ من رواية عبيد اللّه بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان إذا قام إلى الصلاة، قال‏:‏ ‏{‏وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 79‏]‏ ‏{‏إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للَّه رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 162، 163‏]‏‏.‏، وفي رواية لمسلم ‏(‏وأنا أول المسلمين‏)‏ ‏.‏، اللّهم أنت الملك، لا إله إلا أنت، الحديث‏.‏ وهو عند الدارقطني فيه‏:‏ كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة، قال‏:‏ ‏{‏وجهت وجهي‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 79‏]‏‏.‏ إلى آخره، وجهل بعض الناس، ففهم من قول المصنف‏:‏ وعن أبي يوسف أنه يضم إليه قوله‏:‏ ‏{‏وجهت وجهي‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 79‏]‏‏.‏إلى آخره لرواية علي‏:‏ أنه عليه السلام كان يقول ذلك، انتهى‏.‏ أنه أراد مجرد قوله‏:‏ ‏{‏وجهت وجهي‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 79‏]‏‏.‏ فاستشهد له بحديث مسلم المتقدم عن علي، وهذا فهم فاسد، وإنما أراد المصنف الجمع بين الذِّكرين ‏"‏أعني قوله‏:‏ ‏{‏وجهت وجهي للذي‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 79‏]‏‏.‏ إلى آخره، وسبحانك اللَّهم، إلى آخره‏"‏، يدل عليه سياق اللفظ، مع أن الطحاوي في ‏"‏شرح الآثار ‏[‏في ‏"‏باب ما يقال بعد تكبيرة الافتتاح‏"‏ ص 117‏.‏‏]‏‏"‏ لم يستدل للقائلين بالجمع بين الذِّكرين إلا بحديث علي، كما رواه مسلم، وبحديث‏:‏ سبحانك اللَّهم وبحمدك، من رواية الخدري‏.‏ وغيره قال‏:‏ فلما جاءت الرواية بهذا استحسن أبو يوسف أن يقولهما المصلي جميعًا، انتهى‏.‏ وكأن الطحاوي لم يقع له شيء من الأحاديث التي رويناها في الجمع، واللّه أعلم‏.‏

- الحديث الثامن‏:‏ روى أنس أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان

- إذا افتتح الصلاة كبر، وقرأ‏:‏ سبحانك اللَّهم وبحمدك، إلى آخره ولا يزيد على هذا،

قلت‏:‏ رواه الدارقطني في ‏"‏سننه ‏[‏ص 113 وفي ‏"‏الزوائد‏"‏ ص 107، ج 2، رواه الطبراني في ‏"‏الأوسط‏"‏ ورجاله موثقون‏.‏‏]‏‏"‏ حدثنا أبو محمد بن صاعد ثنا الحسين بن علي بن الأسود ثنا محمد بن الصلت ثنا أبو خالد الأحمر عن حميد عن أنس، قال‏:‏ كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إذا افتتح الصلاة كبر، ثم رفع يديه حتى يحاذي بإبهاميه أذنيه، ثم يقول‏:‏ سبحانك اللَّهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، انتهى‏.‏ ثم قال‏:‏ إسناده كلهم ثقات، انتهى‏.‏ والحسين بن علي بن الأسود، قال المروزي‏:‏ سئل عنه أحمد بن حنبل، فقال‏:‏ لا أعرفه، وقال أبو حاتم‏:‏ صدوق، وقال ابن عدي‏:‏ يسرق الحديث، وأحاديثه لا يتابع عليها، وقال الأزدي‏:‏ ضعيف جدًا يتكلمون في حديثه، وذكره ابن حبان في ‏"‏الثقات‏"‏، وقال‏:‏ ربما أخطأ، انتهى‏.‏ وقال ابن أبي حاتم في ‏"‏علله ‏[‏ص 135‏]‏ ‏"‏ سمعت أبي، وذكر حديثًا رواه محمد بن الصلت عن أبي خالد الأحمر عن حميد بن أنس عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في افتتاح الصلاة‏:‏ سبحانك اللَّهم وبحمدك، وأنه كان يرفع يديه إلى حذو أذنيه، فقال‏:‏ هذا حديث كذب لا أصل له، ومحمد بن الصلت لا بأس به، كتبت عنه، وله طريق آخر، رواه الطبراني ‏"‏في كتابه المفرد - في الدعاء ‏[‏وفي ‏"‏الزوائد‏"‏ ص 107 - ج 2 عن أنس عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أنه إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي أذنيه، يقول‏:‏ سبحانك اللَّهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، رواه الطبراني في ‏"‏الأوسط‏"‏ ورجاله موثقون، اهـ‏.‏‏]‏‏"‏، وهو مجلد لطيف، فقال‏:‏ حدثنا أبو عقيل أنس بن مسلم الخولاني ثنا أبو الإِصبع عبد العزيز بن يحيى ثنا مخلد بن يزيد عن عائذ بن شريح ‏[‏ضعيف‏]‏ عن أنس بن مالك أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان إذا استفتح الصلاة يكبر، ثم يقول‏:‏ سبحانك اللَّهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، انتهى‏.‏

- طريق آخر، روى الطبراني أيضًا في ‏"‏الكتاب المذكور‏"‏ حدثنا محمود ‏[‏في نسخة ‏"‏محمد‏"‏‏]‏ بن محمد الواسطي ثنا زكريا بن يحيى رحموية ‏[‏زكريا بن يحيى ثقة‏.‏ ورحموية لقب زكريا‏.‏‏]‏ ثنا الفضل بن موسى الشيباني عن حميد الطويل عن أنس بن مالك ‏[‏قال الحافظ في ‏"‏الدراية‏"‏ ص 70‏:‏ هذه متابعة جيدة لرواية أبي خالد الأحمر، واللّه أعلم‏.‏‏]‏ قال‏:‏ كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إذا استفتح الصلاة، قال‏:‏ سبحانك اللَّهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، انتهى‏.‏

-